الجمعة، 17 مايو 2013

الصيام الأيزيدي

الصيام الأيزيدي
الموضوع:عادات وتقاليد
الصيام الأيزيدي

زهير كاظم عبود


في كل أعياد الديانات والمذاهب تكون المناسبة طقساً للفرح والسعادة وغسل النفوس من آثامها وأحقادها ، وفي كل الأديان دعوة تتركز لأن يحل التسامح والمحبة والسلام بديلاً عن كل القيم السلبية في نفوس الناس .
وحين يحل عيد الصيام اليوم الجمعة 16 /12 لدى الأيزيدية ، يجب أن نستذكر عمق علاقة هذا الأنسان بهذا الدين ، حيث أن طقس الصيام والأمتناع عن تناول الطعام طيلة النهار ليس طقساً خالياً من العمق ،

وليس بقصد أن يجوع الأنسان ليشعر بما تجيش به مشاعر الفقراء والمحتاجين ، وانما تتجلى القدرة على المحبة والتوحد وأشاعة السلام بين الناس ، وحين تكون للانسان القدرة على تخطي الأحاسيس بالحقد والشعور بالكراهية نستطيع ان نؤدي هذا الطقس المتزامن مع قدم الدين وقدم الطقوس الأنسانية .
وماذا يجمع الناس حين تفرقهم الأحقاد ؟ وماذا يلم الناس وهم ضعاف ومهمشين حين تنخرهم الفرقة والأختلاف ؟
وماذا حين تحل الشرور بديلاً عن الروح المتسامحة والطيبة ؟ وماذا بعد ان لايجد الضعيف ملاذاً ولاالمخطيء من يسامحه ؟
وأين يجد الأيزيدي القلب الكبير والمساحة المريحة من أرواح اخوته ليستريح ويراجع بها افعاله واخطاءه ومحاسبة روحه الممتلئة رعباً وخوفاً في زمن لايجعل للأنسان قيمة .
الصوم ليس تقليداً وطقساً بلا معنى ، بل يكمن في عمق الروح وليس في مادة الطعام التي نحصل عليها قليلاً او كثيرا ، تطهير الروح والنفوس من شرورها ومن آثامها ليست بالمهمة السهلة ، ولكنها ليست بالمستحيلة ، وقدر المظلوم أن يصطف مع المظلوم ، ولكن لاخيار لهما ان يكونا على الحياد .
ومامن مجموعة بشرية مظلومة ولم تشبع من ظلمها كما شبعت الأيزيدية .
وما من مجموعة بشرية ذبحت وهي تنادي بالمحبة والسلام وأن ندعو الله ان يتسامح مع من يريد بها الشرور .
وما من مجموعة بشرية لم تجمعها كل الدماء التي سالت ظلماً وعدوانا من نحور أولادها دون ذنب أو سبب ولم تتوحد ، ومامن مجموعة بشرية تنشر المحبة والطيب خارج تجمعها وتتفرق داخلها كما تفعل الأيزيدية .
ليكن لكم أميراً أميراً رمزاً وملاذاً يتوحد الجميع بتبجيله ، وليكن بينكم هاجساً واحداً هو التوحد على المحبة والسلام لايحل الشر والحقد في قلب احدكم ، فقد شبعت النفوس ظلماً ولم يعد ممكناً أن يكون لها فسحة في القلوب .
لنلتفت الى الفقراء ، ولنبجل رجال الدين ولنجعل من رموز الأيزيدية مكانة عالية ومن الأولياء وقبور الصالحين ليست مزارات للذكرى ، وأنما علامات للمحبة .
ولنتبادل الأعتذار قبل ان تحل سنة أيزيدية جديدة .
ولتكن السماء التي تبارك محبتكم وسعيكم نحو الخير كريمة مثل مطر الله الذي يمنحكم بركته حين يتساقط علامة على رضا الله وملائكته عليكم ، ولتكن زروعكم مباركة وزيتونكم محروساً بعناية الله ، وأن يحل العام ليس كمثل كل عام .
عام يجيء وانتم بالف خير ، وعام يحل وقد غسلتم كل ما في أدران القلوب من فرقة فالتوحد ليس مطلوباً أنما ينبع من طقس الصيام ومن الظلم الذي يشتتكم ، ليس بالكلمة الواحدة والتجمع الواحد يمكن ان نتوصل للمحبة انما في غسل النفوس التي لايغسلها سوى القناعة بأن تحل المحبة التي ليس لكم الاأن تؤمنوا بها كما عهدكم الزمان .
حينها يتحقق الطقس وتؤدون الأمانة وتنفذون ما يختلج في ضمائركم البيضاء النقية كالثلج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق